القائمة الرئيسية

الصفحات

الطاقة المتجددة والتخفيف من آثارالتغير المناخى (بقلم/ أ.د. وفاء محمد)

    

الطاقة المتجددة والتخفيف من آثارالتغير المناخى

                                                                                                                     بقلم أستاذ دكتورة / وفاء محمد 
    
(بقلم) أ.د.وفاء محمد محمد مصطفى
مركز بحوث الآمان النووي و الإشعاعي
     هيئة الطاقة الذرية المصرية

للوصول لجميع مقالاتى السابقة بموقع المجلة السابق من هنا 

وللوصول لجميع مقالاتى بالموقع الجديد من هنا 

الطاقة المتجددة،

 هي من أهم الحلول للتحديات الراهنة التي تواجه مستقبل الطاقة في العالم. الفائدة في استخدام مصادر الطاقة المتجددة قد زاد في السنوات الأخيرة بسبب المخاوف البيئية بشأن الاحترار العالمي وتلوث الهواء، وتخفيض التكاليف في مجال تكنولوجيات الطاقة المتجددة، وتحسين الكفاءة والموثوقية.

نشرت اللجنة الدولية للتغيرات المناخية في الأمم المتحدة مقالاً خاصاً بمصادر الطاقة المتجددة والتخفيف من آثار التغير المناخي  في 9 مايو/أيار 2011. وقد وُضع التقرير تحت إشراف أوتمار إدنهوفر والذي يقيّم به القدرة العالمية على استخدام الطاقة المتجددة للحماية من التغير المناخي. وهذا التقرير الخاص  يوفّر تغطية أوسع للطاقة المتجددة عن تقرير تقييم التغير المناخي الذي أصدر عام 2007 بالإضافة إلى التغطية القوية والآمنة للموارد المتجددة.  

يمكن أن تساهم الطاقة المتجددة في "التنمية الاجتماعية والاقتصادية، والوصول إلى الطاقة، وتأمين إمدادات الطاقة، والتخفيف من آثار تغير المناخ، والحد من الآثار البيئية والصحية السلبية". وفي ظل الظروف المواتية، توجد وفرة في التكاليف مقارنة باستخدام الطاقة غير المتجددة.

 قامت اللجنة الدولية للتغيرات المناخية بالأمم المتحدة باختبار كلا من الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة في تقرير تقييمها الرابع، والذي نُشر عام 2007  ، غير أن الأعضاء قرروا أن تجارة الطاقة المتجددة تستحق تغطية إضافية متعمقة نظرا لأهميتها في الحد من انبعاثات الكربون. تمت الموافقة على الخطوط العريضة للتقرير الخاص  بمصادر الطاقة المتجددة والتخفيف من آثار تغير المناخ  في الاجتماع العام للجنة الدولية للتغيرات المناخية في بودابست في أبريل / نيسان 2008. وتمت الموافقة على التقرير النهائي في الدورة الحادية عشرة للفريق العامل الثالث لللجنة الدولية للتغيرات المناخية، 2011، في أبوظبي. 

وتتناول الشبكة معلومات احتياجات صانعي السياسات والقطاع الخاص والمجتمع المدني بطريقة شاملة وستقدم معلومات قيمة لمنشورات أخرى لللجنة الدولية للتغيرات المناخية، بما في ذلك التقرير التقييمي الخامس للجنة. وقد استطاعت اللجنة  النشر في 9 مايو 2011. 

يهدف التقرير الخاص إلى توفير فهم أفضل ومعلومات أوسع عن إمكانيات التخفيف من استهلاك مصادر الطاقة المتجددة: الجدوى التكنولوجية والإمكانات الاقتصادية ووضع السوق والتكاليف والمنافع الاقتصادية والبيئية والتأثيرات على أمن الطاقة والمنافع المشتركة في تحقيق التنمية المستدامة والفرص وأوجه التآزر والخيارات والقيود التي تعترض الاندماج في نظم إمدادات الطاقة وفي المجتمعات.

التغيرالمناخي والطاقة المتجددة

بدأ حديثنا عن الطاقة المتجددة وتأثيرها على التغير المناخي في العالم وما قد توفره من نتائج ايجابية في حال اتخاذها مصدراً للطاقة بدل المصادر المعتمدة، نوجز شرحاً مبسطاً عن الطاقة المتجددة.

الطاقة المتجددة وهي الطاقة الناجمة عن مصادر طبيعية، تتجدد بكمية تفوق عملية استهلاكها، مصادر هذه الطاقة غير النافذة متعددة منها (الرياح، الشمس، المياه). وعلى العكس من الوقود الأحفوري أو المواد غير المتجددة (النفط، الفحم، الغاز) التي تنفذ مع الإستمرار باستهلاكها. 

يعتبر استخدام الطاقة الناتجة عن الوقود الأحفوري أحد المسببات للاحتباس الحراري، حيث يؤدي حرق الوقود الأحفوري إلى إطلاق الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي مثل غازات (ثاني أوكسيد الكربون، الميثان، أوكسيد النيتروز) والتي تعتبر من الغازات الدفيئة الأولية، والتي تعمل على رفع درجات حرارة الهواء، حيث تنتج هذه الظاهرة عن طريق التفاعل بين الغلاف الجوي للأرض والإشعاع القادم من الشمس بالتالي تعمل على تسخين الكوكب وارتفاع درجات الحرارة فيه، وهذا ما يؤثر على التغير المناخي.

يعتبر الإعتماد على الطاقة المتجددة بدلاً عن الوقود الأحفوري أمر مهم من أجل المساهمة بالتقليل من التغيرات المناخية، كون الانبعاثات الصادرة من الطاقة المتجددة أقل بكثير من تلك الناجمة عن الوقود الأحفوري.

توجد عدة مصادر للطاقة المتجددة، أهمها:

 الطاقة الشمسية: وتعتبر الأكثر توفرا من بين الطاقات المتجددة، حيث يمكن استغلال أشعة الشمس بتحويل طاقتها إلى (طاقة كهربائية) من خلال:

- الألواح الكهروضوئية.

- المرايا التي تركز الإشعاع الشمسي.

 طاقة المياه (الكهرمائية): وهي الطاقة التي تتولد من المياه المتدفقة من الخزانات والأنهار، ويعتمد هذا النوع من الطاقة على المياه المخزنة، لكن من سلبيات هذا النوع من الطاقة هو تأثره سلباً مع قلة المياه والجفاف.

 الطاقة الحرارية الأرضية: تتولد هذه الطاقة من باطن الأرض، تعتمد هذه الطاقة على العمق الذي يتم استخراجها منه. 

مؤتمر الأطراف  كوب 27  – شرم الشيخ  نوفمبر 2022

تحظى الدورة المقبلة لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (كوب 27) المقرر عقدها في نوفمبر المقبل، بأهمية عالمية، والآمال معلقة على إسهام المؤتمر في تقديم خطوات حاسمة بشأن التغيرات المناخية. وجاءت الاستعدادات المصرية لاحتضانه في مدينة شرم الشيخ، وهي استعدادات، تؤكد فيها مصر تطلعها إلى إحداث نقلة نوعية في العمل المناخي والانتقال من التعهدات إلى التنفيذ.

تحتضن مدينة شرم الشيخ المصرية في نوفمبر المقبل، الدورة الـ27 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المُناخ، وهي قمّة يُعول عليها في تقديم خطوات حاسمة وجادة بشأن التغير المناخي وسبل البناء على ما تم التوصل إليه في الدورة السابقة (غلاسكو - كوب 26) وطرح مبادرات جديدة تدخل حيز التنفيذ. ترتكز الرؤية المصرية المرتبطة بالجوانب الموضوعية لقمة المناخ المرتقبة، على عدة عوامل أساسية، لعل من أبرزها مسألة «الانتقال بأعمال المؤتمر من مرحلة التعهدات إلى مرحلة التنفيذ»، وهو ما يعكس مدى الاهتمام المصري بتنظيم «قمة استثنائية» ذات أثر مباشر في سياق المواجهة العالمية للتغير المناخي.

كما ترتكز الرؤية المصرية أيضاً على «الدفع بالشواغل الوطنية والأفريقية» في هذا الملف، وفيما يتعلق بالتكيف وتخفيف حدة الآثار الناجمة عن هذه الظاهرة، وبما يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، على اعتبار أن الاقتصاديات الكبرى الـ 17 تتسبب في نحو 80% من انبعاثات غازات الكربون في العالم، طبقاً لتقرير خبراء الأمم المتحدة، بينما الكلفة والضرر الأكبر يقع على البلدان النامية التي تدفع الفاتورة باهظة، وبالتالي «تركز مصر خلال القمة على أهمية تسريع وتيرة الحصول على تمويل مواجهة المناخ للدول النامية خاصة الدول الإفريقية».

وتتطلع مصر إلى إحداث «نقلة نوعية في العمل المناخي عبر قمة شرم الشيخ»، وسط استعدادات تجرى على قدم وساق منذ الإعلان عن فوز مصر بتنظيم المؤتمر. وتتوزع الاستعدادات المصرية للقمة على أكثر من مستوى، بداية من الاستعدادات المحلية الداخلية لتهيئة الأوضاع اللوجيستية الملائمة لاستضافة ذلك الحدث العالمي، وحتى الاستعدادات التي يتم التنسيق فيها مع المنظمات والهيئات والحكومات المختلفة، والاتصالات واللقاءات المتعددة بهذا الشأن...

وفيما يتعلق بجهود الدولة الضخمة للتحول الأخضر وحماية البيئة وزيادة استخدامات الطاقة النظيفة من خلال المشروعات القومية المختلفة المتعلقة بالغاز الطبيعي والكهرباء والطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين الأخضر ووسائل النقل الصديقة للبيئة»، بما يبرز الاهتمام المصري الواسع بالقمة.

تنسق اللجنة مع الأمم المتحدة فيما يتعلق بالإجراءات والاستعدادات اللوجيستية لاستضافة قمة المناخ وإعداد أجندة المؤتمر، لتحقيق تطلعات المؤتمر. ..

 يقول الخبير البيئي أستاذ وخبير التنمية المستدامة بالجامعة الأمريكية، الدكتور صلاح عرفة، إن مصر تقود مجهودات كبيرة أمام العالم في التجيهز إلى COP 27 منذ أن وقع الاختيار عليها لتنظيم هذا الحدث العالمي المُهم، تتمثل تلك المجهودات في الاستعدادات الجارية على مستويات مختلفة، سواء داخل مصر أو فيما يتعلق بالشراكة مع الدول والمنظمات المعنية المختلفة، من أجل إنجاح المؤتمر والخروج بنتائج عملية للتصدي بشكل عملي للتغير المناخي.

ويشير الخبير البيئي في حديثه لـ«البيان» إلى أن من بين الاستعدادات التي تقوم بها مصر عملية «رفع الوعي العام» بخطورة التغير المناخي وما يعكسه ذلك من آثار شديدة الخطورة على مصر وعلى العالم كله، وبالتالي انخراط وإشراك المجتمع في عملية التصدي للتغير المناخي، في الوقت الذي قامت فيه مصر بإطلاق مبادرات ومشروعات واستراتيجية خاصة لمواجهة التغير المناخي، مقدمة تجربة مُهمة في هذا الصدد، مشيراً لاهتمام القيادة السياسية على مدار السنوات الماضية بهذا الملف.

الهيدروجين الأخضر يتصدر مشروعات شركات الطاقة العالمية

بدأت مجموعة من الشركات العالمية تشغيل مشروعات لإنتاج الهيدروجين الأخضر من التحليل الكهربائي في 3 قارات مختلفة؛ من بينها شركات سيمنس الألمانية وإنجي الفرنسية.

وتعمل شركة سيمنس الألمانية على تشغيل إحدى أكبر محطات التحليل الكهربائي في بلدة فونزيدل شمال شرق ولاية بافاريا في ألمانيا، وستستخدم محطة التحليل الكهربائي بقدرة 8.75 ميغاواط الطاقة الشمسية وطاقة الرياح فقط.

وتُشَغِّل شركة "فون إتش 2" المحطةَ، وقد تأسست خصيصًا لهذا الغرض؛ حيث تمتلك شركة "سيمنس فايننشال سيرفيسز" وشركة "ريسنر غيس" في بلدة ليتشنفلز المجاورة حصة قدرها 45%، 

بينما تملك بلدية فونزيدل حصة قدرها 10%، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة. وتنظر شركة "فون إتش 2" حاليًا في توسعة المحطة إلى 17.5 ميغاواط؛ حيث يمكن للمحطة توليد نحو 1350 طنًا من الهيدروجين الأخضر سنويًا....

ويمكن أن تساهم الطاقة المتجددة في "التنمية الاجتماعية والاقتصادية، والوصول إلى الطاقة، وتأمين إمدادات الطاقة، والتخفيف من آثار تغير المناخ، والحد من الآثار البيئية والصحية السلبية". في التقرير، قال الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ إنه "نظرا لأن نظم البنية التحتية والطاقة تتطور، على الرغم من التعقيدات، فإن هناك حدودا تكنولوجية أساسية قليلة، إن وجدت، لإدماج حافظة تكنولوجيات الطاقة المتجددة لتلبية حصة الأغلبية من إجمالي الطلب على الطاقة في المواقع حيث توجد موارد متجددة مناسبة أو يمكن توفيرها "  

ولقد بيّن معهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي، في مدينة كليفلاند بولاية أوهايو الأميركية، أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وضع ممتاز لبدء إنتاج الفولاذ الخالي من الكربون أو الصُّلب الأخضر...

وأفاد تقرير بعنوان (فرصة إنتاج الصلب الأخضر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا).. ، أنه يمكن لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن تقود العالم إذا انتقلت على الفور إلى مصادر الطاقة المتجددة وطبّقت الهيدروجين الأخضر في قطاع الصلب. 

وأشار التقرير إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أنتجت 3% فقط من الصلب الخام العالمي، وشكّلت نحو 46% من إنتاج الحديد الخام في العالم.

وأوضح أنه يمكن تحقيق الحياد الكربوني باستخدام الهيدروجين الأخضر (المنتج باستخدام التحليل الكهربائي الذي يعمل بالطاقة المتجددة) وأفران القوس الكهربائي التي تعمل بالطاقة المتجددة.

وأضاف أن المنطقة لن تتطلب استثمارات في التكنولوجيا الأساسية، بفضل استخدام جميع الأموال لتوسعة إنتاج الهيدروجين الأخضر.  

وفي إشارة إلى مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة:  إن سعة الإنتاج المتاحة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يمكن أن تساعد في تحقيق إنتاج الهيدروجين الأخضر بأقل من دولار للكيلوغرام بحلول عام 2050.. 

وأعلن البنك الدولي أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تتمتع بأعلى إمكانات الطاقة الشمسية الكهروضوئية في العالم ويمكنها نظريًا إنتاج أكثر من 5.8 كيلوواط في الساعة لكل متر مربع يوميًا. 

ويتوقع المحللون إضافة 83 غيغاواط من الرياح و334 غيغاواط من الطاقة الشمسية بحلول عام 2050؛ ما سيزيد حصة الرياح والطاقة الشمسية من 1% و 2% على التوالي إلى 9% و24% 

تم فتح باب التطوع والتقديم لتكون من اعضاء فريق المجلة

بمشاركة مقالات بالمجلة اوتسجيل محتوى بقناة المجلة

للتواصل اضغط هنا واتس 01062255748

من هنا لينك موقع مجلة المهندس القديم والإصدارات السابقة من هنا

لمتابعة صفحة فيس بوك من هنا Almohandis Academy

دعوة للعمل لقاءات

 

لمشاركة اعلانك بصفحات المجلة (01062255748) أو إضعظ هنا

فضلا ، قوموا بنشر المقال على وسائل التواصل الإجتماعى، فقد يكون شخصاً فى حاجة إليه

وإن كان لديكم أى إستفسار حول أى مما ورد فى المقال، لا تترددوا فى ترك تعليق بأسفل المقال، وأسرة الموقع سوف تقوم بالرد عليكم فى أسرع وقت إن شاء الله

إعداد وتقديم

أ.د.وفاء محمد محمد مصطفى

أ.د.وفاء محمد محمد مصطفى

أستاذ هيدرولوجيا النظائر البيئية ودراسة مواقع محطات نووية

 هيئة الطاقة الذرية المصرية

Wafaasalem21@yahoo.com

تعليقات