مقتطفات من سيرة الرسول الكريم
للوصول لجميع مقالاتى بموقع المجلة السابق من هنا
وللوصول لجميع مقالاتى بالموقع الجديد من هنا
أشرف الخلق سيد الأمم وقائد الأمة وأعظم قادة البشرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
القائد الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والمسجد الأقصى :
تعلق قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمسجد الأقصى وبيت المقدس وكانت معجزة الإسراء والمعراج المبعث والموجه والملهم لقادة المسلمين من بعده لعظم المسجد الأقصى عند الله تعالى وعند رسوله الكريم صلوات الله وسلامه عليه. فتفتقت أذهان قادة الأمة الإسلامية لوضع الخطط لبداية فتح بيت المقدس، فبدأت الحملات العسكرية الإسلامية والتى سبقت فتح بيت المقدس والتى كانت تطبيقا لخطة لم يضعها الرسول بنفسه ولكنه كان المبعث والملهم لها. فى تلك الحقبة كان بيت المقدس تحت حكم واحدة من أقوى الإمبراطوريات فى هذا الزمان وهى "الإمبراطورية البيزنطية". لذا كان يتطلب فتح بيت المقدس تحضيرات كيبرة وتخطيطا على أعلى المستويات.
المسجد الأقصى هو مَسْرَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومنه عُرِجَ به إلى السماء في ليلة الإسراء والمعراج، قال الله تعالى" سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ " (الإسراء الآية: 1) ، وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: " أتيت بالبراق فركبته حتى أتيت بيت المقدس فربـطـته بالحلقة التي يربط فيها الأنبياء، ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين، ثم عـُرِجَ بي إلى السماء" رواه مسلم .
والمسجد الأقصى قبلة الأنبياء وقبلة المسلمين الأولى، وذكر القرطبي وغيره عند تفسير قول الله تعالى" إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ" (آل عمران الآية:96) : " إن أول بيت وضع في الأرض للعبادة هو بيت الله الحرام بمكة المكرمة - حرسها الله -، وبعده المسجد الأقصى بأربعين عاماً "، ثم قال: " ثبت في صحيح مسلم وغيره عن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ قال: سألت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن أول مسجد وضع في الأرض؟، قال: " المسجد الحرام، قلت: ثم أي؟، قال: المسجد الأقصى، قلت: كم كان بينهما؟، قال: أربعون عاماً، ثم الأرض لك مسجد، فحيث أدركتك الصلاة فصلِّ .
وعن البراء بن عازب - رضي الله عنه : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلَّى إلى بيت المقدس ستة عشر شهراً، أو سبعة عشر شهراً، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وأنه صلَّى، أو صلَّاها، صلاةَ العصرِ وصلَّى معَه قومٌ، فخرَج رجلٌ ممن كان صلَّى معَه فمرَّ على أهل المسجد وهم راكِعون، قال: أشهَدُ بالله، لقد صلَّيتُ معَ النبي ـ صلى الله علي
وعن البراء بن عازب - رضي الله عنه : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلَّى إلى بيت المقدس ستة عشر شهراً، أو سبعة عشر شهراً، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وأنه صلَّى، أو صلَّاها، صلاةَ العصرِ وصلَّى معَه قومٌ، فخرَج رجلٌ ممن كان صلَّى معَه فمرَّ على أهل المسجد وهم راكِعون، قال: أشهَدُ بالله، لقد صلَّيتُ معَ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قِبَلَ مكة، فداروا كما هم قِبَلَ البيت، وكان الذي مات على القِبلةِ قبلَ أن تُحَوَّلَ قِبَلَ البيتِ رجالٌ قُتِلوا، لم نَدرِ ما نقول فيهِم، فأنزل الله "وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ" (البقرة من الآية:143) رواه البخاري .
والمسجد الأقصى مسجد بارك الله فيه وحوله، والصلاة فيه فضلها كبير، فعن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: لما فرغ سليمان بن داود من بناء بيت المقدس، سأل الله ثلاثا: حكما يصادف حكمه، وملكا لا ينبغي لأحد من بعده، وألا يأتي هذا المسجد أحد لا يريد إلا الصلاة فيه، إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: أما اثنتان فقد أعطيهما، وأرجو أن يكون قد أعطي الثالثة ) رواه ابن ماجه وصححه الألباني).
وعن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ أنه: سأل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن الصلاة في بيت المقدس أفضل أو في مسجد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ؟، فقال: ( صلاة في مسجدي هذا أفضل من أربع صلوات فيه، ولنعم المُصَلَّى هو، أرض المحشر والمنشر، وليأتين على الناس زمان ولقيد سوط ـ أو قال قوس الرجل ـ حيث يرى منه بيت المقدس خير له أو أحب إليه من الدنيا جميعا ) رواه الطبراني وصححه الألباني) .
الصَّلاةُ في بَيتِ المَقدِسِ لها فضلٌ عظيمٌ، وقدْ قُرِنَ بالمَسجِدِ الحَرامِ في شَدِّ الرِّحالِ، وذُكِرَتْ فَضيلةُ الصَّلاةِ فيه في أكثَرَ مِن حَديثٍ، كما في هذا الحَديثِ، حيثُ يَروي أبو ذَرٍّ الغِفاريُّ رَضيَ اللهُ عنه: "أنَّه سألَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عنِ الصَّلاةِ في بَيتِ المَقدِسِ" في المَسجِدِ الأقصى "أفضَلُ، أو في مَسجِدِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ فقالَ: صَلاةٌ في مَسجِدي هذا أفضَلُ مِن أربَعِ صَلَواتٍ فيه"، وأكْثَرُ الأحاديثِ أنَّ الصَّلاةَ في مَسجِدِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالمَدينةِ خَيرٌ مِن أَلْفِ صلاةٍ فيما سِواه إلا المسجِدَ الحرامَ، كما ثبت ذلك في الصَّحيحَيْنِ وغيرِهما؛ فعلى هذا يكونُ أجْرُ الصَّلاةِ في المسجِدِ الأقْصَى أفضلَ مِن مِئتينِ وخَمسينَ صَلاةً فيما سِواهِ. ثُمَّ قال صلَّى الله عليه وسلَّم: "ولَنِعْمَ المُصَلَّى"، فبَيتُ المَقدِسِ مَكانٌ مَمدوحٌ لِلصَّلاةِ فيه؛ لأنَّه "هو أرضُ المَحشَرِ والمَنشَرِ"، حيث يُحشَرُ الناسُ ويُساقونَ إلى أرضِ الشَّامِ، ويُنشَرونَ مِن قُبُورِهم، ثم يُساقونَ إليها، وقيلَ: خُصَّتْ هذه الأرضُ لِتَكونَ كذلك؛ لِأنَّ أكثَرَ الأنبياءِ بُعِثوا منها؛ فانتَشَرتْ في العالَمِ شَرائِعُهم، فَناسَبَ كَونَها أرضَ المَحشَرِ والمَنشَرِ، "ولَيَأْتيَنَّ على الناسِ زَمانٌ ولَقَيْدُ سَوطٍ"، أي: مِقدارُ مَكانٍ مِثلَ السَّوطِ، وهو آلةُ الضَّربِ التي تُتَّخَذُ مِنَ الجِلدِ، "أو قالَ: قَوسِ الرَّجُلِ" وهو آلةُ رَمْيِ السِّهامِ في الحَربِ، "حيثُ يَرَى منه بَيتَ المَقدِسِ" فيَنظُرُ بعَينَيْه إلى بَيتِ المَقدِسِ، "خَيرٌ له، أو أحَبُّ إليه مِنَ الدُّنيا جَميعًا"، ولَعَلَّ ظاهِرَ المعنى: هو حَثٌّ على مُجاوَرةِ بَيتِ المَقدِسِ والسَّكَنِ عِندَه، وتَركِ الهِجرةِ عنه.
صلى "صلى الله عليه وسلم" بجماعة من الأنبياء، كما روى مسلم في صحيحه (172) من حديث أبي هريرة وفيه: ... وَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي جَمَاعَةٍ مِنَ الأَنْبِيَاءِ، فَإِذَا مُوسَى قَائِمٌ يُصَلِّى فَإِذَا رَجُلٌ ضَرْبٌ جَعْدٌ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَإِذَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَائِمٌ يُصَلِّي، أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ، وَإِذَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَائِمٌ يُصَلِّى، أَشْبَهُ النَّاسِ بِهِ صَاحِبُكُمْ – يَعْنِي : نَفْسَهُ - فَحَانَتِ الصَّلاَةُ، فَأَمَمْتُهُمْ، فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنَ الصَّلَاةِ قَالَ قَائِلٌ: يَا مُحَمَّدُ، هَذَا مَالِكٌ صَاحِبُ النَّارِ، فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ، فَبَدَأَنِي بِالسَّلَامِ
كانت رِحلَةُ الإسراءِ والمِعراجِ منَ المُعجِزاتِ الَّتي أيَّدَ بها اللهُ عزَّ وجلَّ نَبيَّه مُحمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وكانت في العامِ العاشِرِ منَ البَعثةِ، وقد أُسريَ بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم منَ المَسجِدِ الحَرامِ في مكَّةَ إلى بَيتِ المَقدِسِ في فِلَسطينَ، ثُمَّ أكرَمَه اللهُ وأصعَدَه مع جِبريلَ إلى السَّماواتِ العُلى، حتَّى أراه الجَنَّةَ وأراه من آياتِه الكُبرى.
وفي هذا الحديث يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن نفسِه أنَّه وقَفَ في الحِجرِ المُلاصِقِ للكعبةِ -وهُوَ المَكانُ المُحاطُ بِجِدارٍ قَصيرٍ-، وكان مُجتمَعًا لِساداتِ قُريشٍ، فسَألُوه عن رِحلتِه الَّتي كانت من المسجدِ الحرامِ إلى المسجدِ الأقصى، ومِن ذلكَ أنَّهم سألُوه عن أشياءَ من بَيتِ المَقدِسِ، أي: مَعالِمِه وما يُعرَفُ به من أوصافٍ يَعرِفُها مَن ذهَبَ إلَيهِ؛ وذلك لأنَّهم يُريدونَ أن يَتَثَبَّتُوا من صِدقِ ما يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من أنَّه سافرَ إليه في لَيلتهِ، وعِلمُهُم أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَم يُسافر إليه قَطُّ مُدَّةَ وُجودِه فيهم، ولَكنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لم يكُن قد حفِظَ مَعالِمَ بَيتِ المَقدِسِ؛ لِكَثرةِ ما انشغلَ بِه وما كان في الرِّحلةِ مما هو أهَمُّ منها، فأصابَه لِذلكَ غَمٌّ وهَمٌّ، ولَكن أدرَكَته عِنايةُ اللهِ تَعالَى، فجَسَّدَ اللهُ عزَّ وجلَّ له بيتَ المَقدِسِ ورَفعه أمامَه يَنظُرُ فيه، فما سَألُوه عن شَيءٍ من مَعالِمِه وأوصافِهِ، إلَّا ذَكَرَه لهُم وأخبَرَهم بِهِ.
ثُمَّ أخبَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه رأى نفسَه في جماعةٍ منَ الأنبياءِ، فَكانَ مُوسَى عَليه السَّلامُ قائمًا يُصلِّي، يَتَعَبَّدُ لله عزَّ وجلَّ، وفي رِوايةٍ أُخرى لِمُسلِمٍ: «مرَرتُ عَلى مُوسى وهوَ يُصلِّي في قَبرِهِ». ومِن صِفَةِ مُوسَى عليه السَّلامُ أنَّ جَسده نَحيفٌ خَفيفُ اللَّحمِ، وشَعرُه ليسَ ناعِمًا مُستَرسِلًا، كأنَّه من رِجالِ شَنُوءَةَ، في طُولِه وسُمرَتِه، وشَنُوءَةُ: قَبيلةٌ يَمَنيَّةٌ من قَحطانَ، مَعروفونَ بالطُّولِ. ورَأى صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عيسَى ابن مَريَمَ عليهما السَّلامُ قائمًا يَتَعَبَّدُ لله عزَّ وجلَّ بالصَّلاةِ، وأقربُ النَّاسِ شَبَهًا به في هَيئتِه ومَلامِحِه عُروَةُ بنُ مَسعُودٍ الثَّقَفيُّ رَضيَ اللهُ عَنهُ، وهو عمُّ والِدِ الصَّحابيِّ المُغيرةِ بنِ شُعبةَ رَضيَ اللهُ عَنهُ، وأمُّه سُبَيعةُ بِنتُ عَبدِ شَمسِ بنِ عَبدِ مَنافٍ، أُختُ آمِنةَ، كانَ أحَدَ الأكابِرِ من قَومِه وكانت لَه اليَدُ البَيضاءُ في تَقريرِ صُلحِ الحُدَيبيةِ
..الى اللقاء..
إعداد وتقديم
أ.د.وفاء محمد محمد مصطفى
هيئة الطاقة الذرية المصرية
من هنا لينك موقع مجلة المهندس القديم والإصدارات السابقة
لمتابعة صفحة فيس بوك من هنا Almohandis Academy
Top Member @ 2023
Top Members @ 2022
للإنضمام للمجلة
تواصل
( ا.د.وفاء 01022708060 )
( م.محمد 01062255748 )
تعليقات
إرسال تعليق