لو عايز تشترى جرانيت أو رخام لبيتك أو لشركتك فاذهب مباشرة إلى شق التعبان هتلاقى جميع الأشكال والألوان وأسعار جملة كمان.
توجهت أنا ومجموعة من الباحثين بزيارة منطقة شق الثعبان حيث المكان فى المنطقة الجنوبية لمحافظة القاهرة، على طريق الأوتوستراد بعمق 5 كيلو متر، حتى حدود محمية وادي دجلة، شرق طرة المعادي،
وقمنا بعمل دراسة ميدانية لأوضاع المنطقة والوصف الإداري والوصف البيئي ووصف ماكينات المصانع ووضع بعض الحلول للمشاكل التى تعانى منها المنطقة بالإضافة إلى طرق ووسائل للإنتاج الأنظف لهذه الصناعة – صناعة الجرانيت والرخام- والتى كانت تعد مصر من أوائل دول العالم فى هذه الصناعة وفى التصدير أيضا..
وعن سبب تسمية هذا المكان بشق التعبان لأن الجبال كانت تكثر بين شقوقها الثعابين والحيات،
ولكن حاجة الإنسان إلى المال جعلته يحفر فى الصخر ودفعت بالبعض إلى التفكيرحول إمكانية تحويل هذه المنطقة لمنطقة صناعية متخصصة فى صناعة الجرانيت والرخام،
ونجحوا في شق الجبل، فأقاموا طريق وسط الجبل شرق الأتوستراد، ولم يكن الشق مستقيما لكنه متعرج ومن هنا جاءت التسمية بشق الثعبان . وأصبح شكلها علي الخريطه الجغرافيه يشبه شق الثعبان، وهي الآن منطقه مشهورة بمصانع الرخام العملاقه والتي انشئت بالجهودات الذاتية.
تقع علي مساحة 1608 أفدنة بمساحة تقديرية 6.5 ملايين متر مربع بطول واجهة علي الاتوستراد 1.8 كم
وتعد منطقة شق الثعبان إحدى قلاع تصنيع الرخام فى العالم والشرق الأوسط حيث يجلب الرخام والجرانيت بألوانه الجميلة الرائعة التى خلقها الله (صنع الله الذى أتقن كل شئ).
من الجبال والمحاجر بواسطة عربات النقل الكبيرة على هيئة حجارة ضخمة وصخور من أسوان والمنيا والعين السخنة والجلالة، وتدخل للمصنع ليتم تقطيعها وجليها وتشكيلها.
بالرغم من الاعتراف بها إلا أنها تعاني من نقص عدد من الخدمات "المياه- الكهرباء- الصرف الصحي" .
ويبلغ عدد ورش ومصانع الجرانبت الرخام الموجودة بمنطقة "شق الثعبان" حوالى 3500 ورشة ومصنع..
تعد منطقة "شق الثعبان" أحد القلاع الصناعة المصرية العالمية المصدرة للرخام ، وبلغ عدد الدول التي يتم تصدير الرخام لها حوالى 118 دولة حول العالم، حيث تمثل رابع منطقة على مستوى العالم في تصدير الرخام.
ويعمل بمنطقة شق التعبان ما يقرب من35 الف عامل من وظائف مباشرة
وبالرغم من الفوائد العظيمة لهذه الصناعة وما تدره من مكاسب مالية ودخل قومى وعملة صعبة نتيجة للتصدير إلا أنها سلاح ذو حدين حيث
تنتج مخلفات من المصانع و معامل الرخام و الحجر من عمليات قص و نشر و تهذيب و تسوية سطوح الرخام و الحجرفي هذه المصانع والمعامل
و تقسم هذه المخلفات إلى:
1.
نفايات صلبة كبيرة مختلفة الحجم من الرخام و الحجر، يتم التخلص من
هذه النفايات باستخدامها في صناعة الخرسانة و الأعمال الإنشائية المختلفة و الركام.
2. مخلفات سائلة لزجة ثقيلة تتكون من الدقائق و الجسيمات الحبيبية و الرمال والنشارة الناتجة عن عمليات قص و نشر و تهذيب و تسوية سطوح الرخام و الحجر محمولة مع كميات كبيرة من المياه التي تستخدم لعمليات تبريد الآليات التي لابد منها و لإضافة مواد تسوية سطوح الرخام و الحجر، وعادة يتم تجميع هذه المخلفات في بحيرات طبيعية أو اصطناعية و تترك لتجف تحت تأثير العوامل الجوية لتبقى المواد الراسبة أو ما يسمى بروبا المحاجر التي تجمع و ترمى في أماكن عشوائية غالباً، مسببة الكثير من المشكلات البيئية و الصحية على الإنسان و الحيوان و النبات.
3.
انبعاثات كثيفة من الغبار و الجسيمات الدقيقة ناتجة عن تطاير الدقائق
الناعمة الناتجة عن عمليات القص و النشر و التهذيب. والتى تسبب الأمراض التنفسية الخطيرة
4. مخلفات الصرف الصحي للمعمل، و يتم صرفها إلى شبكة الصرف الصحي المحلية.
وبالحديث مع أصحاب المصانع وبعض العاملين فى صناعة الجرانيت
والرخام فى منطقة شق التعبان
تبين أنهم يعانون من كثير من المشاكل الصحية حيث أن كثير من العمال يعانون من
أمراض صدرية والتى تؤدى إلى تحجر رئوى بسبب الهواء الملوث بالغبار الذى يستنشقونه
وعدم التزام العمال بلبس وسائل الوقاية كالكمامة علاوة على ذلك الحوادث اليومية
التى تحدث نتيجة الاستخدام السيئ للمناشير والصواريخ وعدم التدريب الجيد عليها
وعدم وجود خبرة فى الإستخدام وعدم الالتزام أيضا بوسائل الأمن والسلامة
ولوحظ
أيضا عدم وجود مستشفى أو اسعاف بالمنطقة
ويقترحون تفعيل شبكات المياه العكرة للصناعة وتفعيل شبكات المياه
العذبة للعمال
ورصف الشوارع وتشجيرها ولو على حساب المصانع وبناء مستشفى خاص بالمنطقة عن طريق التأمين
الصحي ودعم الكهرباء والتركيز على طرق التخلص من المخلفات
وتسهيل التراخيص على المصانع وتسهيل دعم الصادرات
الحلول والمقترحات من الباحثين
1. إنشاء محطة لمعالجة الصرف الصناعي لإعادة الإستخدام مرة أخرى
2. إمكانية تجميع "السحالة" من جميع مصانع المنطقة وإنشاء مصنع بنفس
المنطقة يقوم على إعادة إستخدمها "الجير" والذي يمكن إستخدامه في:
الرخام الصناعي – الأسمنت الصناعي – تبطين مقالب النفايات – صناعة التحف والآواني
الفخارية – صناعة الأسمدة والمبيدات – فى مجالات الطلاء والدهان
3. الإستفادة من مصادر الطاقة المتجددة المحيطة بالمنطقة " الشمس
والرياح" في توليد الطاقة الكهربائية للمصانع
4. إستخدام تكنولوجيا الطرد المركزي Cyclone في عملية فصل مكونات
السحالة عن بعضها
5. إستخدام معدات رزاز المياه في عمليات التقطيع خاصة في الورش لمنع الغبار
والأتربة الناتجة من تلك العمليات
6. الرصف وتشجير الشوارع سيساهم بشكل كبير في تقليل نسب تلوث الهواء
7. إستخدام تكنولوجيا CNC والليزر في عمليات
الحفر والرسم على الرخام (جودة أعلى وللحفاظ على الجهاز التنفسي للعامل وتقليل
تلوث الهواء الناتج من الحفر والرسم اليدوي)
8. تشديد الإجراءات والتفتيش الدوري من قبل الجهات المختصة (الدفاع المدني –
جهاز شؤون البيئة – القوى العاملة – هيئة التنمية الصناعية)
9. زيادة الاهتمام بدورات وبرامج التوعية بالسلامة والصحة المهنية وحماية
البيئة والأهمية الاقتصادية لإعادة تدوير المخلفات
كل هذا لنرقى بهذه الصناعة العظيمة ونعود لمركز الصدارة العالمية مرة أخرى.
موقع مجلة المهندس القديم والإصدارات السابقة من هنا
لمتابعة صفحة فيس بوك من هنا Almohandis Academy
لمشاركة اعلانك بصفحات المجلة (01062255748) أو إضعظ هنا
فضلا ، قوموا بنشر المقال على وسائل التواصل الإجتماعى، فقد يكون شخصاً فى حاجة إليه
وإن كان لديكم أى إستفسار حول أى مما ورد فى المقال، لا تترددوا فى ترك تعليق بأسفل المقال، وأسرة الموقع سوف تقوم بالرد عليكم فى أسرع وقت إن شاء الله
إعداد وتقديم
م. أمل عبد الرازق
تعليقات
إرسال تعليق