.
للوصول لجميع مقالاتى بموقع المجلة من هنا
اليقظة mindfulness
تخيل أنك في غرفة مظلمة تماما لا تدرك أبعادها أو محتوياتها
وتخيل أن بيدك مصباح يضئ لك ما شئت من الغرفة
وتخيل أنك قد أسقطت ضوء المصباح على جسم ما وصار ضوء المصباح مركزا على هذا الجسم بحيث أصبحت لا تبصر سواه
ثم حاول ان تجيب على الأسئلة التالية:
هل معنى أنك لا ترى في هذه اللحظة سوى هذا الجسم بسبب تسليطك الضوء عليه أن الغرفة لا تحوي سوى هذا الجسم؟
هل الضوء يسقط على الجسم وينعكس إلى عينيك أم أن الجسم هو مصدر الضوء ؟
هل هناك ما يمنعك أن تحرك المصباح في أي اتجاه أخر في الغرفة ؟ ألست أنت الممسك به؟
تخيل أنك تستطيع أن توسع مدى المصباح ليشمل مساحة أكبر من الغرفة .
لكن المصباح مهما كان قويا فإنه محدود بمعنى أنه لا يمكنك في أي لحظة رؤية كل ما في الغرفة في نفس الوقت
ألا يعني ذلك أنك سترى أشياء كثيرة ولكن بدون تفاصيل واضحة لأن ضوء المصباح قد تبعثر ؟
وتخيل أنك قادر على تركيز ضوء المصباح إلى أقصى درجة على نقطة ما في الغرفة .. ألا يعني ذلك أن ترى بدقة أكبر ما تحويه هذه النقطة من تفاصيل ؟
فتخيل معي أن هذه الغرفة هي الفضاء الذي يحوي كل الموجودات والممكنات والماضي والحاضر والمستقبل ، كل مصادر المعرفة الممكنة.
وأن هذا المصباح الذي في يدك هو الوعي الخاص بك وكأي مصباح يمكنك توجيهه في أي اتجاه كما يمكنك أن تتحكم في شدة الوعي وتركيزه ومحتواه وأنه مهما بلغت شدة وعيك ستظل هناك بعض الأمور الغائبة عنك فلا يمكن أن يحوي وعيك الحقيقة كلها .
وتخيل أن هذا الجسم الذي تسلط عليه الضوء هو محتويات عقلك من أفكار ومشاعر وذكريات ومفاهيم وانطباعات .
وكأي جسم في الغرفة لا يملك إضاءة ذاتية .
فإذا ما لاحظت أن أفكارك ومشاعرك قوية ووبارزة ولا تستطيع الهرب منها فذلك ليس لقوة في ذاتها ولكن لأنك قد سلطت الضوء عليها وقمت بتركيز الضوء ( الوعي )
لكن الحقيقة هي أن العقل لا يملك قوة حقيقية تميزه عن باقي الموجودات وعن باقي مصادر المعرفة .
ما يميز العقل فقط هو أنه حي يملك حرية خاصة به وإرادة . وأنه يريد دائما أن يسلط الضوء ( الوعي ) عليه.
وذلك من خلال أن يوهمك أنه لا يوجد في الوجود غيره وأن أفكارك ومشاعرك هي مصدر الحقيقة وحدها (الضوء).
وأن يرهبك بأنك لو أبعدت الضوء عنه لربما رأيت في الغرفة شيئا يخيفك .
وأن يجعلك تعتقد أن ما تراه منه هو ما حدث وما يحدث وما سيحدث مستقبلا ، فتظل عالقا في نقطة من الفضاء أو في حلقة مفرغة تعيد كل شئ باستمرار .
لكن الحقيقة هي أن محتويات عقلك لا تعبر عن كل الموجودات والممكنات والإحتمالات الموجودة بالغرفة بل هو فقط جزء من الحقيقة وليس معبر عنها
والحقيقة أيضا أن المصباح بيدك أنت .. وعيك تحت سيطرتك أنت تحركه كيفما شئت في أي إتجاه نحو أي شئ
ويمكنك أن تتحكم في مدى الإضاء ليشمل محتويات أكثر فتحصل على صورة أكبر أو أن تقوم بتركيز الضوء لتحصل على تفاصيل أكثر.
واليقظة هي مهارات التحكم في المصباح ( الوعي ) توجيهه تركيزه زيادة إتساعه إلى جانب إدراك وجوده بمعنى إدراك أن الوعي هو مصدر الضوء وبالتالي هو من يعطي للأشياء وجودها وأنه على الرغم من أنه لا يوجد الأشياء من العدم إلا أنه لا يمكن إدراك وجودها بدونه.
..الى اللقاء..
فتح باب التطوع والتقديم لتكون من اعضاء فريق المجلة
بمشاركة مقالات بالمجلة اوتسجيل محتوى بقناة المجلة
للتواصل اضغط هنا واتس 01062255748
موقع مجلة المهندس القديم والإصدارات السابقة من هنا
لمتابعة صفحة فيس بوك من هنا Almohandis Academy
لمشاركة اعلانك بصفحات المجلة (01062255748) أو إضعظ هنا
فضلا ، قوموا بنشر المقال على وسائل التواصل الإجتماعى، فقد يكون شخصاً فى حاجة إليه
وإن كان لديكم أى إستفسار حول أى مما ورد فى المقال، لا تترددوا فى ترك تعليق بأسفل المقال، وأسرة الموقع سوف تقوم بالرد عليكم فى أسرع وقت إن شاء الله
إعداد وتقديم
م. محمد حامد حواس
تعليقات
إرسال تعليق